ما هو المأثم والمغرم || وما المقصود بفتنة المحيا وفتنة الممات..؟
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة
المحيا والممات اللهم اني أعوذ بك من المأثم والمغرم فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف
سنن ابى داوود رقم 880
ما المقصود بفتنة المحيا وفتنة الممات..؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى نور على الدرب (الشريط رقم 305)
فتنة المحيا هي أن يفتتن الإنسان بالدنيا وينغمس فيها وينسى الآخرة وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد بقوله
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) ومن فتن الدنيا الشبهات، أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم
أما فتنة الممات فتشمل شيئين:
فأما الأول: وهو الذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله و من استمع منه أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند موته،
لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه -بمعنى- أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام
سوء الخاتمة تحدث إذا كان القلب منطوياً على سريرة خبيثة فإنه قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو
من أهل النار نعوذ بالله من ذلك فهذه من فتنة الموت وإنما سميت فتنة الموت لقربها منه.
أما الثاني مما تتناوله فتنة الموت: فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه
أصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فأما المؤمن - أسأل الله أن يجعلني ومن استمع منهم - فيقول:
ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة
وافتحوا له باباً إلى الجنة ويوسع له في قبره ، وأما الكافر والعياذ بالله أو المرتاب فيقول ها ها لا أدري يطمس عليه فينادي منادٍ من
السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
ما هو المأثم والمغرم..؟
قال الحافظ ابن حجر أيضا في الفتح : قَوْله ( وَالْمَأْثَم وَالْمَغْرَم ) وَالْمُرَاد الْإِثْم وَالْغَرَامَة وَهِيَ مَا يَلْزَم الشَّخْص أَدَاؤُهُ كَالدَّيْنِ .
قال المهلب : يستفاد من هذا الحديث سد الذرائع ; لأنه - صلى الله عليه وسلم -
استعاذ من الدين ، لأنه في الغالب ذريعة إلى الكذب في الحديث والخلف في الوعد مع ما لصاحب
الدين عليه من المقال ا هـ . ويحتمل أن يراد بالاستعاذة من الدين الاستعاذة من الاحتياج إليه حتى لا يقع
في هذه الغوائل ، أو من عدم القدرة على وفائه حتى لا تبقى تبعته ، : لا تناقض بين الاستعاذة من
الدين وجواز الاستدانة لأن الذي استعيذ منه غوائل الدين فمن ادان وسلم منها فقد أعاذه الله وفعل جائزا .