[
recent
أخبار ساخنة

السيرة النبوية .. إسلام عمر وردة فعل المشركين على إسلامه

mahmoud_elmansy
الصفحة الرئيسية

السيرة النبوية ..  إسلام عمر وردة فعل المشركين على إسلامه
السيرة النبوية ..  إسلام عمر وردة فعل المشركين على إسلامه

إسلام عمر وردة فعل المشركين على إسلامه

وعزة الإسلام بإسلامه

إسلام عمر رضي الله عنه :

وبعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان من أشد الناس قسوة على المسلمين قبل إسلامه ، وفي ليلة سمع سراً بعض آيات القرآن ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة ، فوقع في قلبه أنه حق ، ولكنه بقي على عناده ، حتى خرج يوماً متوشحاً سيفه يريد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل ، فقال : أين تعمد يا عمر ! قال : أريد أن أقتل محمداً ، قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة ، وقد قتلت محمداً ؟ قال عمر : ما أراك إلا قد صبوت ؟ قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر ؟ إن أختك وختنك قد صبوا ، فمشى مغضباً حتى أتاهما ، وعندهما خباب بن الأرت يقرئهما صحيفة فيها طه ، فلما سمع حس عمر توارى في البيت ، وسترت أخت عمر الصحيفة ، فلما دخل ، قال : ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا ، قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ! أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه ، فوطئه وطأً شديداً ، فجاءت أخته فرفعته عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها ، فقالت وهي غضبى : يا عمر إن كان الحق في غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . ويئس عمر وندم واستحيى ، وقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه ، فقالت أخته : إنك رجس ، ولا يسمه إلا المطهرون ، فقم فاغتسل ، فقام فاغتسل ثم أخذ الكتاب فقرأه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال : أسماء طيبة طاهرة ، ثم قرأ طه حتى انتهى إلى قوله تعالى : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدن وأقم الصلاة لذكري ) فقال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلوني على محمد .


 وخرج خباب فقال : أبشر يا عمر ! فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم  لك ليلة الخميس – وكان قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ، بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام – ثم ذكر له خباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم التي في أصل الصفا .

           فخرج عمر حتى أتى الدار وضرب الباب ، فأطل رجل من صرير الباب فرآه متوشحاً السيف ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجمع القوم ، فقال حمزة ما لكم ؟ قالوا : عمر فقال : وعمر ، افتحوا له الباب ، فإن كان يريد الخير بذلناه له ، وإن جاء يريد شراً قتلناه بسيفه . ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه ، ثم خرج فأخذ بمجامع ثوب عمر وحمائل سيفه – وهو في الحجرة – فجبذه بشدة ، وقال : أما تنتهي يا عمر حتى ينـزل الله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة ؟ ثم قال : اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد .


ردة فعل المشركين على إسلام عمر :

كان عمر رضي الله عنه  ذا شكيمة لا يرام ، فلما أسلم ذهب إلى أشد قريش عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذاء للمسلمين ، وهو أبو جهل ، فدق بابه ، فخرج ، وقال : أهلاً وسهلاً ما جاء بك ؟ قال : جئتك لأخبرك أني قد آمنت بالله ورسوله محمد فأغلق الباب في وجهه وقال قبحك الله ، وقبح ما جئت به ، وذهب عمر إلى خاله العاص بن هاشم فأعلمه فدخل البيت .


وذهب إلى جميل بن معمر الجمحي – وكان أنقل قريش لحديث – فأخبره أنه أسلم ، فنادى جميل بأعلى صوته أن ابن الخطاب قد صبأ ، فقال عمر : كذب ، ولكني أسلمت ، فثاروا إليه ، فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم .


ولما رجع إلى بيته اجتمعوا وزحفوا إليه ، يريدون قتله ، حتى سال بهم الوادي كثرة ، وجاء العاص بن وائل السهمي – من بني سهم ، وكانوا حلفاء بني عدي قوم عمر – وعليه حلة حبرة ، وقميص مكفوف بحرير ، فقال : مالك ؟ قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني أن أسلمت ، قال : لا سبيل إليك ، ثم خرج فوجد الناس قد سال بهم الوادي ، فقال : أين تريدون ؟ قالوا : هذا ابن الخطاب قد صبأ ، قال : لا سبيل إليه فرجعوا .


عزة الإسلام والمسلمين بإسلام عمر :  

أما المسلمون فقد وجدوا عزة وقوة كبيرة بإسلام عمر ، فقد كانوا قبل ذلك يصلون سراً ، فلما أسلم عمر قال : يا رسول الله ألسنا على الحق وإن متنا وإن حيينا ؟ قال بلى . قال : ففيم الإختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن ، فخرجوا به في صفين ، حمزة في أحدهما وعمر في الآخر ، لهم كديد ككديد الطحين ، حتى دخلوا المسجد الحرام ، فلما نظرت إليهما قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها ، ولذلك سمى الفاروق .

قال ابن مسعود : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ، وقال ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر .

وقال صهيب : لما أسلم عمر ظهر الإسلام ، ودعى إليه علانية ، وجلسنا حول البيت حلقاً ، وطفنا بالبيت ، وانتصفنا ممن غلظ علينا ، ورددنا عليه بعض ما يأتي به .

google-playkhamsatmostaqltradent