السيرة النبوية .. الاستعجال بالعذاب |
الاستعجال بالعذاب
ربما كان النبي صلى الله عليه وسلم أوعد المشركين بعذاب الله إن استمروا على مخالفته ، -كما سبق – فلما أبطأ العذاب طفقوا يستعجلون به على سبيل السخرية والعناد ، وتظاهروا بأن هذا الوعيد لم يؤثر فيهم ، ولن يتحقق أبداً فأنزل الله في ذلك آيات ،
- استعجال المشركين بالعقوبة والنصوص القرآنية المتعلقة
وكان من جملة مجادلة المشركين أنهم كانوا يطالبون بالآيات من المعجزات وخوارق العادات عناداً وتعجيزاً ، فأنزل الله في ذلك ما بين به سنته ، وقطع به حجتهم ، وسنمر على شيء من ذلك في الفصول القادمة إن شاء الله .
- تحولات مواقف المشركين من الاستهزاء إلى العداء
تلكم هي المحاولات التي واجه بها المشركون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته ، وقد مارسوها كلها جنباً إلى جنب متنقلين من طور إلى طور ، ومن دور إلى دور . فمن شدة إلى لين ، ومن لين إلى شدة ، ومن جدال إلى مساومة ، ومن مساومة إلى جدال ، ومن هجوم إلى ترغيب ، ومن ترغيب إلى هجوم ، كانوا يثورون ثم يخورون يجادلون ثم يجاملون ، ينازلون ثم يتنازلون ، يوعدون ثم يرغبون ، كأنهم يتقدمون ويتأخرون ، لا يقر لهم قرار ، ولا يعجبهم الفرار ، وكان غرضهم من كل ذلك كف دعوة الإسلام ولم شعث الكفر ، لكنهم بعد بذل كل الجهود عادوا خائبين خاسرين ، ولم يبق أمامهم إلا خيار واحد ، وهو السيف ، والسيف لا يزيد الفرقة إلا شدة ، ولا يفضي إلا إلى تناحر لعله يستأصل شأفتهم ، فاحتاروا ماذا يفعلون .